من أعلي المنصة – ياسر الفادني – إجتمعنا علي المحبة في ثواني !

حسين بازرعة واحد من ملوك الشعر الغنائي في بلادي تربع علي عرش الجمال والمفردة التي إن كتبها تلامس الوجدان ملامسة الدفء للجسم عند إشتداد البرد القارس ، حسين بازرعة رقم عظيم في عالم الشعرالغنائي الخالد ، كلماته التي تغني بها عثمان حسين وبعض الفنانين لا زالت خالدة فينا نغما شجيا لا ينتهي ابدا ومعينا لاينضب

اجمل ما كتب :
اجتمعنا علي المحبة في ثواني
في طريق مفروش بحبي وحناني
واقترقنا ….كل واحد في طريقو
أنا ضايع وإنت مخدوع بالأماني
اللغة التي إنتهجها المبدع حسين بازرعة هي اللغة السهلة التي يفهمها المستمع بسرعة ومع السرعة يكون لها قبول جاذبي عجيب في قلب المستمع أولا قبل أذنه وهذا النهج لا يسلكه إلا متمرس في تشكيل وتنويع المفردة العامية في قوالبها المختلفة ….

الجرس الموسيقي الذي عزفه الكاتب الشاعر بازرعة هو جرس التراكيب اللفظية من ذهب السهل الممتنع عيار ٢٤ مع امتطاء خيول التشبيه الراقية حاملا معه الإستعارات المكنية والتشبيهية مثل قوله
كنت تحلم بالسعادة وهي غير ما أنت فاكر
هي في كلمة مودة هي في نبضة مشاعر
في القلوب الما بترد أي طارق أي زائر
شايل هم الدنيا مالك اصلو كل الكون بشاير

يتصف شعر بازرعة بوصف الحب العذري العفيق وترجمة الشوق العنيف في غزل شفاف وظاهر فيه العصف الذهني التجريدي الباهر ذو الألوان الهادئة للوحة الجمال الجذاب التي وضعت في غاليري المعرض الثابت الخالد في بورتريهات ثمينة ومعتقة ، شعره يمتاز بالثبات وعزة النفس وعدم التراجع عنها مهما حدث نجد ذلك في
جاي تترجاني أغفر ليك ذنبك
ماكفاية الشفتو من نارك وحبك
أنت فاكر تاني أرجع ليك وعاتبك
لا ياهاجر دربي أصبح ماهو دربك

السماح والعفو دائما تجده في مفردات وجمل النبض الشعري للمبدع الشفيف بازرعة ، لكن السماح ليس من أجل الشخص بل السماح عند بازرعة من أجل قيمة الحب الذي يحترمه ويتبع فيه طريق الصدق الكامل ، الصدق الذي لا يتغير وإن مر علي منعرجات لوي الخصام أو أتت عليه متغيرات الطقس العاطفي حتي وإن كانت عنيفة وقاسية….
برضوا سامحتك لحبي ما لأجلك
للمعاني الكنت انظم فيها حولك
والحقيقة كل أملي ابقي جنبك
اصلي بعدك ماهويت ……
حسين بازرعة لا يهدي كلماته لأي فنان ، بل يهديها للفنانين ذوى الأصوات الرخيمة الأصوات (السبرانو) التي فيها البحة الدافئة الخفيفة ، الأصوات التي تصغي لها الأذان التي إن سمعت الجمال الكلامي انصتت وتابعت ، عثمان حسين أحد الذين اختارهم هذا الرائع للدندنة بكلماته ولعله اختار إختيارا موفقا ، استمرت العلاقة الفنية بينهم حتي صنعا( دويتو) فني عجيب كلمة ولحنا وصوتا ولعل الأغنية التي تناولتها هنا هي واحدة من تفاحات التعاون بين بازرعة وعثمان حسين هي اغنية (من أجل حبي) التي ظلت فينا أغنية خالدة وهما لازالوا فينا في قلوبنا يمتلكون البقاء الرائع ومخلدون في ملء مساحة السويداء خلودا جميلا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى